وهل القلب يسجد ؟
رأيتُ مناظر الناس وهم سجود ، فقلت في نفسي:
" إنه سجود البدن " ولكن هل فاز هؤلاء " بسجود القلب " كما فاز به السلف الأبرار ؟
وإذا كانت الصلاة فيها أركان ومن ضمنها " السجود " وهذا السجود له أركان " الأعضاء السبعة " فليعلم أن هناك
" سجود القلب " ومن مزاياه :
أنه طويل المدى وليس له زمن معين.
تبدأ مدته من بداية " الافتقار" .
أن سجدة القلب تنسي العبد دنياه ، فقد لا يشعر ذلك الساجد بالوقت ؛ لأن القلب قد رحل إلى الله .
أن سجدة القلب تجلب للعبد " العلو" عند الرب، وهذا الأمر لا يعرف بالكتابة بل بالذوق والصدق.
أنها تمنح القلب سرور القرب من الرب وفي التنزيل ((وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ))[العلق:19].
أنها تساهم في إحياء مادة الحياء في القلب إذ أن حياة القلب على قدر قوة حيائه وحياؤه على قدر حياته .
و سجدة القلب إذا اقترنت بالدموع فإنها تجعل القلب في مصاف الخاشعين والخائفين.
و
هي طريقة عظمى لتفريج الكربات ، وإزالة المصائب ، فكم من سجدة فتحت للعبد
آفاقاً في العلم والعمل والحياة، وكم من مهموم لم تذهب همومه إلا عبر "
السجود " .
وسجدة القلب تمنحه لباس الذل والفقر اللذان هما أعظم ما يتصف العبد مع ربه عز وجل.
ومضة :
قال أحدهم : إذا مت من يصلي عنك ؟
وأقول : إذا مت من يسجد عنك ؟